{{ فرحـــة طفــلـــة بـالـعـــيـد }}

فرحــة طفــلـة بالـعــيـد

لم يبقَ للعيد سوى عدة أيآم وأظنّ أن هذا العيد مثل الأعياد السابقة ليس له طعم ، فالملابس التي ألبسها والألعاب التي ألعب بها ، لا يشتريها لي أبي مثل باقي الأطفال فهو بعيد عنّا هناك ، في السجن يدفع ضريبة حبه لوطنه .

هكذا أمضيت فاتن ليلتها وهي تتقلب بفراشها.

ذهبت في الصباح إلى المدرسة شاردة البال لا تريد أن تكلّم أحد ، دخلت غرفة الصف ، والفتيات يتحدثن إلى بعضهن ، ماذا اشترين من ملابس ، وأين سيذهبن أيام العيد ، ليس لها كلام بينهن .

تمر الحصص ، الأولى و الثانية ، طُرٍق باب الصف في بداية الحصة الثالثة ، * المديرة تريدك يا فاتن ، ولكن قبل أن تأتي أحضري حقيبتك ، هكذا قالت آذنة المدرسة.

شعرت فاتن بارتياب ، ثم دخلت غرفة المديرة وهي تخشى أن يكون قد حدث شيء في البيت .

* مبروك يا فاتن سوف يخرج والدك اليوم من السجن وعمك بانتظارك خارج المدرسة بسيارته .

قالت فاتن : الحمد لله ، يا أبي لقد استجاب الله لدعواتي و اغرورقت عيناها بالبكاء ، فبكت وأبكت من معها في الغرفة .

غادرت المدرسة مع عمها إلى البيت - الذي هو ليس بعيد عن المدرسة - ولكنها شعرت بأن المسافة تزداد.

دخلت البيت وسمعت الزغاريد ، لقد حضر الأهل والأحبة إلى البيت للذهاب لملاقاة البطل الذي لم تره في حياتها لقد ذهب وعمرها سنة وهي الآن ابنة أربعة عشر ربيعاً.

انطلقت السيارات حتى وصلن الحاجز وظلوا في الانتظار خمس ساعات ، وصلت الحافلة التي تنقل الأسرى وكم كانت فرحة الأهل وهم ينتظرون إلى أبنائهم الذين خرجوا من الأسر.

عرفت فاتن والدها من بين جميع الاسرى من الصورة التي كانت تضعها في غرفة نومها ، وأخذت تعدو نحوه وتصيح أبي ابي ...

أيقظت الأم ابنتها من النوم .

- فاتن ، لماذا تصرخين ؟
- أمي ، لقد ذهبت لملاقاة أبي أثناء خروجه من السجن ولقد احتضنته ، وكم كنتِ فرحة لذلك ، أمي ، أمي أريد أن أرى أبي ... أريد أن أرى أبي ... فكم أنا مشتاقة لرؤيته لتكتمل فرحة العيد.




دمـــتــم بـــــود...~