بسم الله الرحمن الرحيم
قصة سعد الذابح
ومع ختام يوم الاحد المقبل 31 كانون الثاني تنتهي أربعينية الشتاء التي بدأت بتاريخ 23 كانون اول الماضي وتبدأ فترة خماسينية الشتاء وتسمى بالسعود وتقسم وفق الترتيب الزمني( سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الخبايا) وتنتهي يوم21 اذار موعد بدء الاعتدال الربيعي .
وفي الموروث الشعبي فان اصل تسمية خماسينية السعود يعود الى عدة روايات تتفق جميعها على أن شخصا اسمه سعد هو بطلها .
وتقول احدى الروايات ان سعد خرج في الأول من شباط وعندما اشتد البرد ذبح ناقته أو بقرته واحتمى بجلدها حتى انتهى البرد .
كما يروى أن جماعة من البدو خرجوا للصيد في عهد الامويين وتعرضوا لمطر غزيرقضى على معظمهم, ولم ينج منهم الا القليل بينهم شخص اسمه سعد, ولما عادوا إلى مضاربهم سأل أبو سعد عن ابنه فقالوا له: سعد ذبح ناقته واختبأ بها ثم ابتلعت الأرض الأمطار وخرج سعد من مخبئه ومن هنا جاءت التسمية .
ومنهم من يقول إن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وفي ذلك الوقت كان دافئا, ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى تلبدت السماء بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر غزير, و لم يكن أمامه سوى ذبح ناقته و هي كل ما يملك حتى يحتمي بجلدها من البرد, وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح .
و بعد ان احتمى في جلد الناقة من البرد دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى لحم الناقة للأكل وهكذا كان سعد البلع , و بعد ان انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد فرحا من مخبئه, فرحا بالحياة مجددا بسبب ذكائه في التصرف فكان سعد السعود, و حرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة و حفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج أو طرق قديمة تقليدية فكان سعد الخبايا .
وفي المثل الشعبي يقال عن سعد ذابح الذي يبدأ أول شهر شباط " سعد ذابح ما بخلي كلب نابح " في اشارة الى البرد الشديد الذي يجبر الحيوانات على الاختباء وعدم الحركة .